السفير أحمد صبيان والتغيير الحقيقى

Publié le par Akhbach Hamdane Abouchinéfate

السفير أحمد صبيان والتغيير الحقيقى

 

عندما قامت المعارضة المسلحة الحالية فى العام 2003  كان لها برنامجاً واضحاً وأهدافاً محددة تتمثل فى مجملها التغيير الحقيقى فى جميع النواحى السياسية, الأقتصادية والأجتماعية تسعى لتحقيقها, وقد ضحت فى سبيل ذلك بخيرة شبابها وقياداتها.

 

كان فى ذلك الوقت لم يظهر فى ساحة المعارضة المسلحة من القيادات الحالية سوى السفير أحمد حسب الله صبيان بعد رسالته المشهورة لمجلس الوزراء والبرلمان التى يعترض فيها على تعديل الدستور الوطنى وكان حينها مازال مقيماً فى واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية, وكانت مشاركته فى تكوين المعارضة المسلحة تتمثل فى التحريض على الخروج عن النظام الحاكم فى اِنجمينا والتجمع فى منطقة بشرق تشاد وقد نجح فى ذلك أيما نجاح.

 

بدأت تتوافد الجماعات والأفراد رجالاً وركبانا, فأصبح من أول الحضور الى المعسكرات كلٌ من السادة الدكتور عبدالسلام على سعيد,نائب الوالى على حسن والأستاذ الثانوى كزيمة ومعهم مجموعة كبيرة من الجنود باِسم التحالف من أجل الدفاع عن الدستور CDDC .

 

اِذاً لو رجعنا قليلاً الى الوراء وحول تكوين تحالف ال CDDC لظهر لنا جلياً بأنه قام- أى التحالف - من أجل حماية الدستور الذى أجازه جميع الشعب التشادى وأراد ديبى تعديله منفرداً أو بغير هذا الشعب ليتسنى له حكم هذا الأخير لدورة ثالثة أو أبدية, فأسمى السفير صبيان هذه العملية بأنها الأنقلاب على الشعب.

 

لم يأتى السفير صبيان الى المعسكرات الا فى نهاية العام 2006 وهذا ليس لسبب آخر بل لأتاحة الفرصة للجبهة المتحدة للتغيير الديمقراطى, وما أن فشلت الأخيرة حتى غارد واشنطن كغيره من القيادات الحالية ونزل الى المعسكرات.

 

من كل ما سبق يتضح لنا جلياً بأن السفير صبيان وبعمله الدؤوب كان يسعى من أجل تحقيق التغيير الحقيقى , وهذا ما أثبته لنا عبر رفضه التام لقيادة السيد تيمان اِرديمى لاِتحاد قوى المقاومة , وقد وجد هذا الرفض قبول أغلبية الجنود والجماهير وزاد من رصيده الشعبى لدى العامة من الشعب التشادى داخل وخارج البلاد مما جعل الكثير منهم يصرحون بأنهم يفضلون ادريس ديبى على تيمان ويستدلون بالمثل الشعبى بأن الجن أو الشيطان الذى تعرفه أفضل من الملاك الذى لا تعرفه. ange que tu ne connais pas  .

 

وقد حكى لى أحدهم هذه القصة بأنه وفيما بين عامى 1994 و 1995 وفى منزل السيد تيمان ارديمى, أتى اليه أحد أفراد أسرته, وكان يحمل على ظهره بندقيته الكلاشينكوف سائلاً اِياه بأنه يريد دراجةً نارية, فرد عليه السيد تيمان متسائلاً, ما الذى تحمله على ظهرك ؟ فأجابه الصبى بأن هذه بندقية, فقال السيد تيمان, ألا ترى الدراجات ( المواتر ) على الشوارع؟ لم تسألنى وأنت تحمل بندقيةً كهذه, وترى الدراجات يركبها غيرك على الشوارع( يقصد بأنك تستطيع قتل من يركب الدراجة ببندقيتك هذه وتأخذ دراجته) . فتعجب أحد الحضور ورد عليه بأنه وبهذه الطريقة يحرض على قتل الأبرياء ونهب حقوقهم, فما كان من السيد تيمان الا أن أسكته قائلاً بأن هذا هو ثمن ما أتوا به من حرية لهذا الشعب.

 

يقول لى حاكى هذه القصة بأنه كان فى ذلك الوقت لم يكن تيمان شيئاً سوى أنه ابن أخت الرئيس ديبى فماذا سيحصل عندما يصبح رئيساً ؟

 

ويقول أحد العامة بأنه لم يبدأ نهب البلاد والخزينة العامة وحقوق المواطنين الا بالتوأم اِرديمى والدليل على ذلك هو انهما وحتى بعد مغادرتهما للبلاد بثلاثة سنوات مازالا أغنى أغنياء الشعب التشادى وتقدر أموالهم حتى الآن بالمليارات التى تم نهبها من شركة قطن تشاد الوطنية والرشاوى التى حصلا عليها من الشركات البترولية المنقبة فى تشاد.

 

 

وأضاف بأن خروجها على خالهما الجنرال ديبى لم يكن سوى من أجل الحصول على كرسى الرئاسة بعد اِحتمالية اِزاحة الأخير وتمرير الحكم الى اٍبنه المرحوم ابراهيم .

 

 

كنت ذات مرة مع حوار فى اتصال هاتفى مع أحد المقربين للسيد أحمد صبيان- رفض نشر اسمه - مستفسراً عن قرار الأخير برفض قيادة تيمان فقال لى بالحرف الواحد بأننا مازلنا متمسكين بموقفنا تجاه اِتحاد قوى المقاومة طالما أننا لم نجد الضمانات الازمة التى تؤكد لنا التغيير الحقيقى وهو بأننا نعتبر من الأخطاء السابقة وسنعمل جهدنا لنتفادى الوقوع فى نفس الأخطاء من جديد . واننا متشبثون بموقفنا كتشبثنا بمبادئنا ولن نرضى بأقل من التغيير الحقيقى الذى من أجله قامت جبهة انقاذ الجمهورية.

 

وفى حوار آخر نفى عثمان نصرالدين عضو مكتب جبهة انقاذ الجمهورية بوسط اِفريقيا حول ما نشر مؤخراً بأنه جبهتهم تجرى حواراً مع النظام فى انجمينا , وأكد بأن هذا تلفيق  واشاعة خُلِقَت لأغراض سياسية أهمها محاولة وقف الحشد والأقبال الى جبهة اِنقاذ الجمهورية والتصدى للتأييد الكبير الذى يلقاه قرار رفض رئيسهم من العامة وبعض القيادات العسكرية والسياسية فى المعارضة, وأضاف بأن جبهتهم لم ترفض الحوار فى يوم من الأيام ولكنها ترفضه اذا لم يكن الحوار شاملاً وسبيلاً للتغيير الحقيقى الذى طالما ناضلوا من أجل تحقيقه وأكمل حديثه قائلاً بأن للنجاح أعداؤه, ما أن ينجح شخص ما حتى يظهر له أعداءه, وهذه حقيقة واقعية لا يشعر بها الا الناجح.

 

 

 

الجابر آدم طاهر ولد شلش

انجمينا – تشاد

aldjabiradam@yahoo.fr

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article